5/14/2011

Everything

صباحكم تفكّر !

أبي،حبيب القلب..يحب أن يرى ابنته مثقفة

"
- ننوشتي تعالي اقري هذا ..
- فكري ، تدبري ، تأملي !
- مو أي كلام يقولونه تصدقينه دربالج
- إذا كان كلام منطقي فخذي فيه إذا لأ طلعيه برا
- ابيج تشوفين معاي فلم ثقافي ، -غلباً عن الكون و الفضاء-
- شفتي الناس وين وصلوا بأفكارهم؟ احنا اقل شي متأخرين 500 سنة
سبحان الله، ترى هالمعلومة نفسها بالقرآن -يقول الآية-
- شرايج بهالموضوع ؟ ناقشيني
"

و لأني الوحيدة اللي اعمل بنصايحه هذه أو فلنقل
- أكثر وحده - ما نبي نظلم أحد بعد
فتجدوني الأقرب لقلبه ، و أحس إني كل ما ازددت علم
صرت أقرب إلى الله أيضاً

فلم الأمس كان عبارة عن " everything "
كل شيء ، الأرض..النجوم..المجرات..الكون..الفضاء
كل شيء !
و كان ممتع جداً جداً ، ولله الحمد أقدر أشارككم متعتي
لأني لقيته في اليوتيوب كامل


بعد مشاهدة الفيلم ، قمت أفكّر ..
الله سبحانه و تعالى أقسم في القرآن الكريم
بمواقع النجوم قائلاً : { فلا أقسم بمواقع النجوم * و انه لقسم لو تعلمون عظيم }
فما المقصود بمواقع النجوم ، و لماذا لم يكن القسم بالنجوم أنفسها أو بالمسافات الفاصلة بينها ؟
و بعد البحث عن الموضوع وجدت إنه

القسم بمواقع النجوم و التأكيد على عظمة هذا القسم يحمل بين طياته أكثر من دلالة ، فهو يشير بداية الى تلك المسافات الهائلة الفاصلة بين النجوم و التي يستحيل على العقل تصورها ، فلو أخذنا مجرتنا مجرة درب التبانة على سبيل المثال – و هي التي تعد من المجرات المتوسطة الحجم – لوجدنا أن طولها يزيد على مئة و خمسين ألف سنة ضوئية ! و ما هي السنة الضوئية ؟! إنها المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة ، فاذا علمت أن الضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاثمئة ألف كيلو متر ! فكم يسير في الدقيقة ؟ فكم يسير في الساعة ؟ فكم يسير في اليوم ؟ و كم يسير في الشهر ؟ و كم يسير في السنة ؟

* * *
بين الأرض و القمر ثلاثمئة و ستون ألف كيلومتر ، أي ثانية ضوئية واحدة و نيف !
بين الأرض و الشمس مئة و ستة و خمسون مليون كيلومتر ، أي ثماني دقائق و ثلث الدقيقة !
بين الأرض و أقرب نجم لنا بعد الشمس ( ألفا سنتورس ) – و هو يبعد عنا 42 مليون مليون كيلومتر تقريبا ً– 4.4 سنة ضوئية !
و لكن ماذا تعني هذه الأرقام ؟
يمكن القول أنه لو انطفأت الشمس في هذه اللحظة فانه سيصلنا نبأ إنطفائها بعد ثماني دقائق و عشرين ثانية ، كما يمكن القول أيضا ًأن الناظر الى النجم ( ألفا سنتورس ) يرى الضوء الذي انبعث منذ 4.4 سنين ، أي أنه ينظر اليه و هو بحالته التي كان عليها قبل 4.4 سنين ، فالحاضر هنا على الأرض يكون ماضيا ًهناك في الفضاء و ذلك بسبب البعد الشاسع للنجوم ، إنه أمر يفوق الخيال و لكنه من الحقائق العلمية المسلم بها ...
و هنا تتجلى الدلالة الثانية للقسم بمواقع النجوم ، فالأضواء التي ننظر اليها في السماء ما هي الا مواقع سابقة للنجوم ...
* * *
و أما الدلالة الثالثة لهذا القسم العظيم بمواقع النجوم فهي أن هذه النجوم ليست ثابتة في أماكنها ، بل لها مواقع ، فكلمة الموقع لا تعني أن صاحبه مستقر فيه ، اذا ًفهي نجوم متحركة ، كما قال الله تعالى في سورتي يس و الأنبياء عن الشمس و القمر و الأرض : (( و كل في فلك يسبحون )) ، و في سورة النازعات عن جميع الأجرام السماوية : (( و السابحات سبحا ً)) ، و هكذا يتضح لنا سر آخر من أسرار القسم بمواقع النجوم بدل القسم بالنجوم أنفسها ، ففي هذا اشارة واضحة الى أن النجوم متحركة و ليست ثابتة ...
من غير المعقول أن تخاطب الآيات القرآنية أناسٌ عاشوا قبل قرون طويلة و تخبرهم صراحة ً بأن النجوم التي يرونها فوقهم في السماء متحركة فهذا سيكون بمثابة تصادم مع ما تراه أعينهم ...
و لكنها أشارت الى مثل هذه الحقائق الكونية بصيغة لطيفة تستوعب جميع الأزمان ، فاحتملت في الأزمان السابقة أن يفسروها بتفسيرات تتناسب مع ما عندهم من معلومات ، و تحولت هذه الآيات القرآنية و ما تخبر به من حقائق كونية الى حجج دامغة في زمن العلوم و المعارف المتطورة ...
* * *
و أما الدلالة و السر الرابع للقسم بمواقع النجوم فهي الإشارة الى أن أبعاد النجوم بالنسبة الى بعضها البعض مدروسة بعناية فائقة ، و ذلك لأن بين النجوم قوى تجاذب ، و هذه القوى تتناسب تناسبا ًعكسيا ًمع مربع المسافة الفاصلة بين أي نجمين ، و لو أن النجوم تغيرت عن أوضاعها الحالية لاختل توازن الكون ، و لارتطمت جميع النجوم ببعضها البعض ، و أصبح الكون كتلة واحدة ، و عن هذه الحقيقة يقول الله عز و جل في سورة فاطر : (( إن الله يمسك السماوات و الأرض أن تزولا )) ، فمعنى الزوال هنا ليس الفناء ، و انما الخروج عن المسار ، فالأرض اذا اقتربت من الشمس زادت من سرعتها حتى لا تنجذب الى الشمس ، و هذه الزيادة تولد قوة نابذة تكافىء القوة الجاذبة ، فتبقى في مسارها ...

فسبحان الله العظيم خالق كل شيء..
و .. رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق